الإصلاح السياسي عند الإمام محمد الغزالي

چکیده

الشيخ محمد الغزالي يعتبر من رواد الإصلاح السياسي في العالم الإسلامي بجدارة, وقد نظر لأوضاع العالم الإسلامي بنظرة ناقدة وفاصحة واستنكر الأوضاع المزرية التي يعيشها المسلمون مع غناء أراضيهم ومواردهم والقوة البشرية القادرة, مع امتلاكهم للقيم الإسلامية الهادية التي تشحذ الهمم نحو العمل والعطاء ويعيد الشيخ سبب هذا التخلف في كافة جوانب الحياة إلى سيادة الاستبداد التي أهدرت الإمكانيات وحنطت الهمم وأظلمت الطرق وقضت على الأفكار والعقول, يقول الشيخ: ( الحكم الذي ساد بلاد الإسلام من بضعة قرون كان طرازا منكرا من الاستبداد والفوضى.... انكمشت فيه الحريات الطبيعية وخارت القوى المادية والأدبية, وسيطر على موازين الحياة العامة نفر من الجبابرة أمكنتهم الأيام العجاف أن يقلبوا الأمور رأسا على عقب وأن ينشروا الفزع في القلوب والقصر في الآمال, والوهن في العزائم..... والحكم الاستبدادي تهديم للدين وتخريب للدنيا, فهو بلاء يصيب الإيمان والعمران جميعا)^[1] وفي هذا البحث قد جمعت آراء الشيخ الغزالي حول الإصلاح السياسي من كتبه في أربعة محاور (نظرته للحكم, نظرته للشورى, نظرته للاستبداد, نظرته للاستعمار) وأدعو الله عزوجل أن ينفع بهذه الكتابة الجيل الناشيء ليجد طريقه للصواب في إصلاح الشأن السياسي الذي هو عظيم الأثر على واقع الأمة ومستقبلها.